بعد قرابة 80 عاما من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وصلت الملاحقات القضائية لمرتكبي جرائم الحرب النازيين إلى مراحلها النهائية.

وقال توماس فيل، رئيس مكتب الحكومة الألمانية المكلف بالتحقيق في جرائم الحقبة النازية، في مقابلة مع صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد: "ما زلنا نعثر على مشتبه بهم، لكننا نسير بحذر، وقد وصلنا الآن إلى المراحل النهائية من ملاحقة مرتكبي جرائم النازية".

وأوضح فيل أن أصغر الجناة المحتملين يبلغون من العمر الآن 97 عاما، بعد أن كانوا في السابعة عشرة من عمرهم خلال السنة الأخيرة من الحرب عام 1945.

وأضاف فيل أن أكبر شخص قام المكتب بملاحقته قضائيا كان عمره 101 عام عند تقديمه للمحاكمة، مضيفا أنه مع تقدم أعمار المشتبه بهم، أصبحت قدرة المكتب على مواصلة التحقيقات محدودة، ولم يتبقَّ سوى بضع سنوات لملاحقة الجناة.

ورغم عدم إجراء تحقيقات أولية جديدة محددة، أكد فيل أن إمكانية العثور على مشتبه بهم جدد لا تزال قائمة، مشيرا إلى أن مكتبه يحتفظ بسجلات بيانات لكل معسكر اعتقال عن أشخاص لم يتم تحديد مكانهم بعد، وقال: "إذا عثرنا عليهم، فقد نصبح أمام عشرات القضايا الإضافية، مع أن هذا مستبعد للغاية في هذه المرحلة".
ووفقا للصحيفة، لا تزال لائحة اتهام واحدة فقط على مستوى ألمانيا مفتوحة. وتتعلق القضية برجل متهم بالمساعدة في القتل في 3322 حالة في معسكر اعتقال "زاكسنهاوزن" بالقرب من برلين.

وبينما قضت محكمة في البداية بعدم أهلية المتهم للمحاكمة بناء على شهادة خبير، رفضت محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا هذا القرار وأمرت بإجراء مزيد من الفحوص. وصرح متحدث باسم السلطة القضائية للصحيفة بأنه من غير المتوقع صدور قرار في هذا الشأن في المستقبل القريب.