تُظهر الأبحاث الأمريكية أن مجالات العمل لخريجي ماجستير إدارة الأعمال في الولايات المتحدة تشمل الخدمات المصرفية والمالية والاستشارات والتسويق والتصنيع والتكنولوجيا، وفقًا لمعهد AIMS. من حيث المناصب الفعلية فإن المناصب الأكثر شعبية هي المستشار المالي، والمحلل الإداري، ومدير البنك، ومسؤول الاستثمار في الشركات. هناك أيضًا مناصب عليا في الشركة ومصالح تجارية مثل مديري تكنولوجيا المعلومات ومديري التسويق ومديري الموارد البشرية.
استغرق إعداد أول برنامج للدراسات العليا باللغة العربية في إدارة الأعمال في جامعة University of the People عدة سنوات، حيث تم تعريب وتطوير المنهج التعليمي من قبل الجامعة بما يتوافق مع متطلبات العالم العربي. يتطلب الاقتصاد العالمي اليوم مديرين يتمتعون بالقدرة على الابتكار والتفكير خارج الصندوق، كما يقول الأكاديميين في الجامعة. يوفر برنامج الماجستير في إدارة الأعمال للطلاب الفرصة لمواصلة تطوير مهارات واستراتيجيات التدريب على الأعمال التجارية.
ينصب التركيز على إعداد الخريجين للعمل في بيئات تنظيمية ديناميكية. نقل الطلاب من التطبيقات إلى الممارسة واحتياجات السوق، وتوفير وظائف أعمال أفضل وأكثر فعالية، وعمليات تجارية، ومعرفة بالمنتج وفهم شامل لبيئة اليوم التي تعتمد على التكنولوجيا.
الجامعة معتمدة من قبل لجنة اعتماد التعليم عن بعد التابعة لوزارة التعليم الأمريكية. قبل ثلاث سنوات، بدأ برنامج درجة البكالوريوس في اللغة العربية لمساعدة الطلاب العرب على الدراسة في الجامعات الأمريكية دون السفر إلى الولايات المتحدة، مع رؤية العدالة الاجتماعية والحرية التعليمية.
التعلم عبر الإنترنت يلغي فكرة السفر للدراسة فالطالب الذي يريد الدراسة في إحدى الجامعات الأمريكية لا يحتاج إلى السفر وترك بلده وأهله ووظيفته للالتحاق بإحدى الجامعات الأمريكية. ولذلك ينشأ عامل آخر وهو تخفيض تكاليف الدراسة التي لا تشمل رسوم النقل والإقامة. والأهم من ذلك هو مبدأ العدالة التعليمية، حيث أن العديد من الأشخاص الذين يسعون للدراسة في الولايات المتحدة غير قادرين على الحصول على تأشيرات السفر.
ومن هنا جاءت فكرة إجراء نفس الدراسات العليا في نفس الجامعة مع نفس دورات اللغة الإنجليزية. وقالت الدكتورة رانية عزمي أحد المشرفين على برنامج الماجستير في جامعة University of the people: "تؤكد الأبحاث على وجود سبعة قدرات إدارية استراتيجية تعمل على خلق التنافسية المحلية والدولية والحفاظ على استمراريتها. الإقناع والقدرة على اتخاذ القرار، يليه التمويل. ثم التوظيف والتحفيز والإدارة، ثم الأخلاقيات، إضافة للسلوك الاجتماعي والابتكار، وأخيراً إدارة الأعمال والعمليات الإدارية، كل هذا يعتمد على الالتزام بالتدريب وتطبيق أدوات جديدة في الأبعاد المتكاملة للعولمة والتنوع والوعي بين الثقافات والتكنولوجيا والاستراتيجية.
وإذا تم تنفيذ ذلك، سيتمكن أي خريج من دخول سوق العمل العالمي وهو على يقين من أنه يمتلك كل الأدوات الحديثة للابتكار والنجاح ".
وتكمن أهمية التعلم عبر الإنترنت في أنه بيئة تعليمية حديثة ومتقدمة بدأت في استبدال التعليم الجامعي الكلاسيكي بالتعلم عبر الإنترنت. إن الدراسة مع طلاب من مختلف أنحاء العالم، بأفكار وتوجهات مختلفة، قد تفتح الأبواب أمام التعاون المستقبلي بين زملاء الدراسة من مختلف القارات.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي المحاضرون الأكاديميون من دول عربية مختلفة، مما يزيد من التنوع الأكاديمي وبالتالي الإلمام باتجاهات الأعمال المختلفة ونتائج الأبحاث من مختلف البلدان العربية. هذا فضلا عن أن التعلم عبر الإنترنت يساهم في أهداف الإنمائية عالميا من خلال تقليل البصمة الكربونية مقارنة بالتعليم الكلاسيكي بالحرم الجامعي.

يوضح الدكتور المختص بإدارة الأعمال والمصرفية جبرائل هواويني بالجامعة " تتطلب الدراسة عبر الإنترنت أيضًا أن يكون كل طالب مرتبطًا بمستشار برنامج شخصي في بداية دراسته، والذي سيبقى معه حتى تخرجه. نظام دعم شخصي للطلاب أثناء الدراسة هو مهم للمتابعة. يقوم مستشار الدورة بالإجابة على جميع الأسئلة. البقاء مع الطالب وتقديم النصائح الأكاديمية ومناقشة القرارات المهمة وتشجيعه طوال فترة دراسته ".
يوضح الدكتور هواويني أن برنامج الماجستير في إدارة الأعمال مصمم خصيصًا للتطوير الوظيفي وحتى الإدارة الذاتية للأعمال. فيتعلم الطلاب كيفية بناء المؤسسات والشركات لاكتساب ميزة تنافسية، وإدارة التعاون بين الفريق، وصياغة استراتيجيات عمل فعالة، يتمتع البرنامج بأساس أكاديمي ومهني قوي وتم تطويره بتوجيه من قادة الجامعات الأمريكية لمساعدة الطلاب على النجاح.
تستمر برامج ماجستير إدارة الأعمال لمدة عامين في معظم الجامعات، ولكن يمكن للطالب تمديد المدة أو تقصيرها حسب وقته ومهاراته. شجعت مرونة التعلم عبر الإنترنت الموظفين على الدراسة خارج ساعات العمل. فلا توجد محاضرات مباشرة ولا جداول زمنية محددة لدراسة الفصل الدراسي. وبدلاً من ذلك، هناك حرية التحلي بالمرونة عبر الإنترنت والتعلم وفقًا لوقت الطالب.

صورة 1: البروفيسور جبرائيل هواويني العميد في إدارة الأعمال والمالية
صورة 2 : رانية عزمي مشرفة على برنامج الماجستير