صعدت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، بعد تراجعها أمس إلى أدنى مستوى في 4 سنوات بفعل مخاوف من أن الرسوم الجمركية الأمريكية ربما تخفض الطلب وتؤدي إلى ركود عالمي.

وبحلول الساعة 09:35 بتوقيت موسكو، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 0.92% إلى 62.26 دولار للبرميل، فيما صعدت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج "برنت" بنسبة 1.01% إلى 64.86 دولار للبرميل.

وبحلول أمس الاثنين، انخفض خاما "برنت" والخام الأمريكي بنسبة 14% و15% على التوالي منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2 أبريل الجاري عن "رسوم جمركية متبادلة" على جميع الواردات.

وقال رئيس استراتيجية السلع الأساسية في "آي إن جي" وارن باترسون، إن "أسعار النفط استعادت بعض تلك الخسائر في ارتفاع طفيف مدعوما بالتحركات الأكثر استقرارا في أسواق الأسهم".

لكن مذكرة نشرها بنك ING حذرت من أن المخاطر لا تزال تميل إلى الجانب السلبي بسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا لم ترفع التعريفات الانتقامية البالغة 34% بحلول اليوم الثلاثاء.

ومن غير المرجح أن تتراجع الصين عن سياستها، لذلك يتوقع أن نشهد مزيدا من التصعيد الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم مخاوف النمو والقلق بشأن الطلب على النفط، وفقا للمذكرة.

وتراجعت أسعار النفط أمس الاثنين بنحو 2% بسبب مخاوف من أن الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس ترامب قد تدفع الاقتصادات العالمية إلى الركود وتقلل الطلب على الطاقة.

ويؤكد ترامب أن الرسوم الجمركية، التي تبلغ 10% كحد أدنى على جميع الواردات الأمريكية مع معدلات مستهدفة تصل إلى 50%، من شأنها أن تسهل إحياء القاعدة الصناعية الأمريكية التي يقول إنها كانت في تراجع بسبب عقود من تحرير التجارة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه العديد من الدول الحصول على إعفاء أو على الأقل تخفيض في التعريفات الجمركية، أعلنت بعض البلدان، بما في ذلك الصين، عن خطط لفرض تعريفات انتقامية على السلع الأمريكية.

وقال توني سيكامور محلل السوق لدى "آي جي" في مذكرة: "إذا ظلت الصين ثابتة، فإن إجمالي معدل التعريفات الجمركية على وارداتها إلى الولايات المتحدة سيرتفع إلى مستوى مذهل يبلغ 104%، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من التراجع في معنويات المخاطرة، وانخفاضات حادة في أسواق الأسهم العالمية، وتسريع وتيرة انحدار الاقتصاد العالمي إلى الركود".